الخميس، 15 سبتمبر 2011

مهلا يا عاشق الدنيا..ماذا تعرف عن القبور؟؟؟؟





السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الحمد لله الذي لا يموت، تفرّد بالديمومة والبقاء، وتفرد بالعزة والكبرياء، وطوّق عباده بطوق الفناء، وفرقهم بما

كتب عليهم من السعادة والشقاء، نحمده - سبحانه - ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه
ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وصلى الله على خير خلقه نبينا محمد

القائل ((أكثروا من ذكر هادم اللذات الموت..))

ولو أنا إذا متنا تُركنا...... لكان الموت راحة كل حي

ولكنا إذا متنا بُعثنا........ ونُسأل بعدها عن كل شيء

قال - تعالى -: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ)

الموت.. فالقبر.. فالحساب.. فالجزاء.. إن كان خيراً فخير، وإن كان شراً فشر..

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها....... إلا التي كان قبل الموت يبنيها

تجني الثمار غداً في دار مكرمة......... لا منّ فيها ولا التكدير يأتيها

فيـها نعيمٌ مقـيمٌ دائمـاً أبـداً................... بلا انقطاع ولا منٍ يدانيها

الأذن والعين لم تسمع ولم تـره..... ولم يدر في قلوب الخلق ما فيها

يقول أحد الشعراء الحكماء المسلمين:

يقول: في ليلةٍ ذهبت من بيت أهلي إلى بيت جيراني لأنام ليلة، فما أتاني النوم لأنه تغيّر عليّ المنام

والمبيت فكتب:

فارقت موضع مرقدي *** يوماً ففارقني السكون

القــــــبر أول ليـــــــلةٍ *** بالله قـل لي ما يكــون؟

كيف شعورك فيه؟

كيف يكون حالك؟

ماذا تقول؟ كيف أؤنسك؟

أين ابنتك؟ أين أبوك؟ أين أهلك؟ أين دارك؟

إذا كان هـذا القبر أول حفـرةٍ..... ليوم المعاد والمحبين أكثرُ

فماذا تقول اليوم من بعد حسرةٍ..... تلاقي بها المعبود والله أكبرُ

ثبت في الحديث الصحيح عن عثمان - رضي الله عنه - أنه كان إذا وقف على القبر بكى، وكان إذا ذُكرت له

الجنة والنار لم يبكِ كبكائه للقبر.

فقالوا له: تذكر الجنة والنار ولا تبكي؟!

قال: أخبرني خليلي- صلى الله عليه وسلم - أن القبر أول منزل من منازل الآخرة.

إنها كلمات صادقة من نبي كــريم!

القبر أول منزل من منازل الآخرة!

مرّ علي - رضي الله عنه - بالمقابر فقال:

السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة، أنتم لنا سلف ونحن لكم تبع، وإنا بكم عما قليل

لاحقون، اللهم اغفر لنا ولهم، وتجاوز عنا وعنهم، طوبى لمن ذكر الموت والمعاد وعمل للحساب.

ثم قال: يا أهل القبور، أما الأزواج فقد نُكحت، وأما الديار فقد سُكنت، وأما الأموال فقد ُقسّمت، هذا خبر من

عندنا، فما خبر من عندكم؟

مالي أراكم لا تجيبون؟

ثم التفت إلى أصحابه - رضي الله عنه - فقال:

أما إنهم لو تكلموا لقالوا وجدنا أن خير الزاد التقوى.. فبكى- رضي الله عنه- وأبكى أصحابه.

زيادة المرء في دنياه خسران............. وربحه غير محض الخير خسرانُ

يا عامراً لخراب الدار مجتهداً................. بالله هل لخراب الدار عمرانُ؟

زيّنا الفلل، ركبنا المراكب البهية الرضية، عندنا مناصب ووظائف.. لكن ماذا فعلنا في القبور؟

أتعرف قبر الملك من المملوك؟ أتعرف قبر الغني من الفقير؟

أتيت القبور فناديتها.......... أين المعظم والمحتقر؟

تفانوا جميعاً فما مخبرٌ........ وماتوا جميعاً ومات الخبر

فيا سائلي عن أناسٍ مضوا......... أمالك فيما مضى مُعتبَر؟

فيا عجباً ممن آثر الحظ الفاني الخسيس، على الحظ الباقي النفيس، وممن باع جنة عرضها السماوات

والأرض بسجنٍ ضيقٍ في هذه الدنيا الفانية!

ويا عجباً ممن باع سماع خطاب الرحمن.. بسماع المعازف والغناء!

فتذكر يا غافلاً عن الآخرة وتفكر في الموت وما بعده فكفى به قاطعاً للأمنيات، وحارماً للذات، ومفرقاً

للجماعات، كيف والقدوم على عقبه لا تدري المهبط بعدها إلى النار أم إلى الجنة؟!

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

أتمنى الفائده للجميع

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

لا تعود لسانك علي الكذب









عندما يتعود اللسان على الكذب يفلت من يد صاحبه ويصبح من الصعب بل من المستحيل استرداده والتحكم به. وهذا ما يفسّر أن بعض الناس يكذبون بالرغم من طيبتهم لأن الكذب أصبح عادة مستحكمة في طبعهم.هناك من يكذبون لا كرهاً للصدق بل محبة بالكذب! الكذاب ينسى ذاكرته ومن يعتبر ذاكرته غير دقيقة ينبغي ألا يمتهن الكذب. الكذب ينمو في كل تربة ويثمر في كل مناخ. ما من رباط قوي يربطنا ببعضنا البعض ككلامنا.ولوعرفنا تداعيات الكذب وعواقبه الوخيمة لحاربناه بالسيف والنار أكثر من أية جريمة أخرى. يجب عدم تعقب الكذب في محاولة للإمساك به بل ينبغي تركه وشأن وعاجلاً أم آجلا سيصل إلى طريق مسدود فتنفد قواه ويفقد ما بجعبته من أضاليل. وليكن معلوماًأن الكذبة البيضاء هي مقدمة لكذبة كالحة دكناء. الكذب يشبه محاولة التخفي في الضباب الكثيف. وإن حاول الكذاب التنقل هناوهناك يعرّض رأسه للارتطام بالحقيقة الصلبة. وعلى أية حال ما أن يتلاشى الضباب حتى يظهر الكذاب. محترفو الكذب يبتدعون (خرطات) طويلة عريضة ليس بالضرورة لإحراز مكاسب معينة أو لمخادعة المتحدثين إليهم بل لأنهم تعودواعلى الكذب فاستسهلوه ولأن قول الصدق بالنسبة لهم أصبح أمراً صعباً يلزمه مجهود ليسوا مستعدين لبذله. من يخشى التلفظ بالكذب لا يخيفه شيء في الحياة الحقيقة في تطابق وتناغم دائم مع ذاتها، ولا تحتاج لمن يعضدها فهي فطريةغيرمصطنعة وهي قوة لاتـُقهرمثلما هي قريبة منا طوال الوقت وعلى أتم الاستعداد لتحريك شفاهنا فلا نتلفظ إلا بها. أما الكذب (الذي يعتبره البعض ملح الرجال) فهو صناعة مفبركة رديئة النوعية وموضوعة على الرفوف بانتظارالإعلان والتزويق والتسويق. إن كذبة واحدة يلزمها كذبات كثيرة للتستر عليها. وهي تشبه البناءالمشيد على أساس مقلقل فهو يحتاج دوما إلى دعامات ومساند خوفاً عليه من التهاوي والإنهيار. وبالتالي تكون تكاليف صيانته وإسناده أكبر بكثير مما لوتم تشييده أصلا على أساس صحيح وسليم. الكذبة المتعمدة هي كسيحة لا تقوى على النهوض والوقوف بمفردها بل تحتاج إلى كذبات أخرى كي تتوكأ عليها. ولذلك من السهل أن يكذب الإنسان إنما من الصعب أن يكذب كذبة واحدة فقط لا غير.عندما تتغلغل كذبة بين الناس يصبح من الصعب استئصال شروشها وشرورها. فقدتخبطها على رأسها حتى تظن أنها على وشك أن تلفظ نفسَها الأخير وإذا بها تطل برأسها في اليوم التالي وتبدو قوية ومتعافية أكثر مما كانت عليه من قبل لا يوجد في العالم أندر من كذبة منعزلة لأن الكذب يتناسل كالضفادع. وماأن يتم إطلاق كذبة واحدة حتى تعود ووراءها شلة كبيرة من الكذب والحبل على الجرار.الكذبة الكبيرة تشبه سمكة كبيرة على اليابسة فقد تنتفض وتنط وتتحرك بسرعة في محاولة منها لترويع من حولهالكن إن لزمتَ الهدوء فستكف السمكةالمحتضرة تدريجيا عن الحركة وبالتالي ستصبح جثة هامدة.قال أحد الحكماء لتلميذه: يا بني ليكن الكذب غريبا على شفتيك ولا تسمح له أن يحجب شفافيتك. ولا تدع لسانك يرضى عن الصدق بديلا لأن الكذب يدنس اللسان ويخزي الإنسان.ولتعلم ياأخى وياأختى زادكم الله علما أن الكذابين لا يتصارعون مع الحق والحقيقة فحسب بل مع بعضهم البعض أيضاوأن الغرامةالمفروضة على الكذاب هي ابتداع المزيد من الكذب لتغطية كذبه المفضوح أصلا فكن صادقاً مستقيماًفي كل ما تقوله وتفعله لأن أقرب مسافة بين نقطتين هي الخط المستقيم.قالى الله عزوجل: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون)النحل: 116-فقد ثبت في الحديث الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن والرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ) رواه البخاري ومسلم .وثبت في الحديث الصحيح أيضاً عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ) رواه البخاري مسلم .